الأربعاء، 14 مارس 2012

عروس من نور (الجزء الرابع)





  نهر الحياة :

     ينبوع حياة لا ينقطع

     مياهه تشع مثل اللآلئ

    يجري دون انقطاع فيه سكون ينتظر من يحدثه

    تخاطبه طيور بألوان الربيع

    تجيبها مخلوقات النهر

    ينبع من جبال بيضاء

   ويزور وديان من الخصب أينعت ثمار الحياة

   يخضب طميه وجه الرمال فتنبت الأشجار

   مداده يكتب بالارتواء حياة بلا انتهاء

  أشعة الشمس ترسم فوق صفحته وجه السماء الباسم

  السماء تنشد أريج العطر من ضفافه المزهرة



 باطن النهر

     يحوي مخلوقات النهر تشدوا أجمل الالحان

     ماء النور يتسرب منه عبر بعض هذه المخلوقات

     تعتقه ممرات ووديان سحيقة

     ليحمل عبق الحياة




    يحرك عينيه ببطء

   لا يعرف أتمكن من عبور ممر السراب أم لا ؟

    فقط عندما تناول ماء النور

    كأنه خمر أسكره

    نهاية الممر

    لا يجيد الرؤية  الضياء بعد

     عينيه تحاول التكيف وتتحسس طريق النور

     يسير نحو نهاية الممر

    لا يصدق ما يرى يشعر أنه في عالم أخر

    أمامه نهر الحياة

    خلاف الأساطير القديمة

    لم تكن تلك الصورة المرسومة في مخيلته عن النهر

   كان يتخيله بروح عالم الظلام شيء أخر

   كان يظن أنه يشبه نهر الهلاك

   لكنه يراه يجري بامتداد السهل

   لا يرى نهايته

   ولا ينحدر الى أسفل

   للروح دائما لغتها الخاصة وانطباعها المختلف

   فقد تشعر بالخوف وعدم الراحة في حديقة  مليئة بالورود

  
   ولا تدرك السبب قد تكون الروح كشفت

   ما في الأزهار من حزن تخفيه الألوان المبهجة

   تتنبأ بمصيرها بعد أن تذبل فتتألم من أجلها

   أو  تشعر بالسعادة عند عبور صحراء مظلمة 


   وتشعر بالسعادة

   سعادة قادمة مع النسيم من أرض بعيدة

   فرحة غريب وطأت قدماه تلك الأرض

   وحققت رحلته النجاح المنشود



    يشعر الأن بمشاعر مختلطة

   بين رهبة وفرحة وانبهار بالعالم الجديد

   يسير نحو النهر

   يتأمل صورته على صفحة المياه

   لا يميز صورته كأنه غريب عن نفسه

  هل تغيرت هيئته بعد العبور ؟

   أم أن ذلك هو تأثير الضياء؟

   النور يبرز صورة الجمال وأحيانا يطفئه

   روحه القادمة من الظلام صارت نور يشع في وجهه

   يحاول تذكر كيف كانت هيئته قبل العبور

    يشعر بألم مجهول

    كلما حاول تذكر كيف عبر الممر

    كمن عبر مسافات وأزمن  


    تذكر حكايات الأساطير عن عالم المجهول  

    وكيف استغرق أحد فرسان الظلام النوم

    وشاهد نهر الهلاك يسير وسط النور  
     
    ورأى سكان الظلام تهجر القاع الى القمة المحرمة  

    ثم عادوا ثانية بفضل النهر وما يحويه من قوة وبأس 
     
     وكيف فسر معاونيه المنام 


   أنه سيحكم العالم المجهول بسيف العتمة


  وأن نهر الهلاك سيسري الى أرض النور والحياة 
    
  وسيتوسع ملكه ويقضي على فرسان النور .
   
  



     استمر في طريقه
   
    يبحث عن طريق أخر

    ليس أمامه سوى النهر

   من بعيد خلف صخور بيضاء

   تبرز أشجار ضخمة

   فوقها سحب من الضباب

   يسير نحوها

   يجتاحه شعور جديد

   كأنه طفل يحاول اكتشاف الحياة

   وحيدا بدون ملكه أو رفيق يأنس به

   حتى سيفه الحالك فقده

   يجد كوخ الصغير في جانب الطريق

   يشبه كهف العراف عند نهر الهلاك

    تقدم الى داخله لعله يقابل أحد من سكان العالم المجهول

    رموز على جدرانه كأنها تذكره  بعروس النور

    كما كان مدون في صندوق العراف

    وهو يتأمل النقوش

    صور عديدة لفرسان من نور في معاركهم

    يتذكر أنه شارك في حروب أرض الظلام

   وكيف انتصر على وحوش الهلاك بسيفه الحالك


يسأل نفسه:

   أين أنا؟

     كم من الوقت استغرقت رحلة العبور؟

     كيف لم يحاول أحد من فرسان الظلام العبور من قبل ؟

     رغم أنه قد تعود على الضياء

     لكن داخله مشاعر مختلطة بين الحيرة والدهشة

     لم يرى أحد من سكان الظلام هذا العالم من قبل

     يشعر أن هناك شيء يربط الأرضين

    رغم تغير عالمه لم ينسى هدف العبور

    فقد قدم لانقاذ عالمه المظلم

   لكن

   الظلام لم يعد فيه سحر

    لم يعد يعشقه

    ونهر الهلاك لا يقارن بنهر الحياة

    داخله رغبة قوية أن يجد عروس النور

    مازال يتذكر وصفها في صندوق العراف

    قد تجيب على تساؤلاته


   عروس النور

   سيقابلها دون دليل

   في وقت ضيق

   تأتي الى نهر الحياة كل يوم

   على ضفاف النهر

    تبعث الأمل والنور الى كائنات الأعماق

   عطرها ينتشر عبر العالم عند الظهور

   عندما تقدم تسمع صوت كائنات نهر الحياة 




   يسير على ضفاف النهر في اتجاه الاشجار الكثيفة

   بما حمل معه صفات الشجاعة والقوة  


   يسمع صوت  من بعيد  
  
   يتقدم نحو الصوت  

   جواد أبيض وفي سراجه معلق سيف من نور  

   ينظر حوله في ترقب  

   لا يوجد أحد  
   
   يقترب من الجواد يربط  على ظهره يحاول أن يطأمنه  

   يمتطيه ويسير في طريقه   

   يدرك أن هناك من يمهد له الطريق   


   يريده أن يستكمل الرحلة  

   حتى في رحلة الحياة تمهد لنا بعض الطرق لنسير فيها  
   
 لاستكمال الرحلة نحو أهدافنا

  قد نواجه  عقبات منها نعدل وجهاتنا نحو الطريق الصحيح
  
  

   يصل الى غابة كثيفة الأشجار

   الضباب يعيق الرؤية

   يسمع أصوات غريبة تتردد 


    يتقدم بين الأشجار ببطء  
   
   حتى أوقفه صوت ضجيج قوي