الثلاثاء، 31 يناير 2012

حلم منسى

 أصوات الباعة يَضِج بها المكان 
  الذى يكاد ينفجر من الزحام  
  الكل يَعْبُر و يجىء
   بخطوات تتسارع وتحاول  الإبطاء
  أجساد  تحاول عبور الممرات  الضيقة,
    التى تكاد تخفى  نفسها بين الأجساد
    غبار الخٌطَى يزكم الأنوف
     رغم ذلك!
   لا يتذكر أحد وجوه شاهدها مراراً فى طريقه 
   أصوات سمعها وتغيرت دون أن يشعر أنها واحدة  
    نفس الشعور عند كل زاوية عندها رائحة متجددة
   ينظر الجميع إلى البضائع المتناثرة  
       وعيون تنطق إنها حقاً رائعة  
   بعضها سيء الصنع لكن العرض الجيد يٌجَمِلٌه 
   نقود تسقط فى أيادي الغير 
   كانت من لحظات ملك لأخرين  
   دون أن يلتفت أحد الى أنه فقدها 
   بل بإرادته أضاعها
   زحام شديد حول تجار صيتهم أغلى من بضاعتهم 
   الكثير يسعى إليها وينبهر بصوتهم العذب
    ينفرالبعض من الزحام   
      يبحث عن الجيد دون جدوى   
       قل عددهم فى هذا المكان
       من يبيع النقى غائب
       ومن يشتريه نادراً مايعى قيمته  
 
        وأخر يتدبر المشهد ويفضل العزلة  
     على الرغم من إحتياجه تلك البضاعة لاستكمال رحلته  
       هناك من يبيع أشياء أخرى
    لكنها  لن تُفيد كثيراً فى الرحلة القادمة 

   صوت طفل صغير يبكى قد تاه ولا يلتفت إليه أحد    
    ينظر أحدهم ويصرخ قد فقد نقوده وندم على قدومه هنا  
       هناك تكرار لنفس المشهد ونفس البضائع 
     ويفتش الجميع عن ما يريده 
   وفى النهاية  هناك من يشترى ما سبق أن رفضه من قبل. 
  البعض يسير متعجلاً يبحث عن أي ثغرة جانبية يخرج منها 
  لا يكترث بالسوق وما يحتويه  
  لا ينظرإلى وجوه البشر 
  هدفه هو الخروج من أقرب طريق  
  وأخر يختفى فجأة فى منتصف السوق 
  كأنه سراب وتبدد فى رمال الصحراء   
  تيار البشر لن يُمَكِن أحد من التوقف 
  أوالراحة من التعب 
  يضطر الى البحث عن مخرج قريب 
       لن يكون بإرادته الهروب 
 على الجانب الأخر قبل السوق 
  يقف من يتأمل ! 
 يٌسْأَل  أتراك قادراً على العبور؟! 
 هل ستتمكن من الحصول على ماتريده لاستكمال الرحلة ؟!
  يٌشَار إليه! 
  أترى من عبروإلى النهاية ؟!
  أغلبهم يٌشِير اليك لا تحاول ؟
  يراهم ولا يعرف كيف!  
  أنت هنا فى مأمن  
   أسلك طريقاً أخر 
 أنت فى حِلْ للإختيار رغم إنقضاء قدرالعبور
  لن تتذكر تلك اللحظة بمجردالإجابة  
  المدخل صغير والمخرج ضيق  
  لن تستطيع العودة ولن تتمكن من البقاء.  
 حلم منسى تراه أحياناً فى جموح الخيال ولكنك ستطرده 
  سيقاوم عقلك الفكرة  
   وسيٌغلَق هذا السربعد العبور  
     لن تذكر إلا ماشتريت فى الداخل
  لن تتأمل المشهد من هناك ولن ترى البداية  
  ستندم على السير وعلى قرار الاختيار  
  حلم يسبق وجودك لن تذكره روح تحلم بالنجاة  
  فى الطريق تعجبك أشياء تحاول مد يديك 
  يسبقك أخرون 
         أتكون يدك قد خانتك ؟!
      أم أيديهم ساعدتك دون أن تدرى ؟!  
     لن تكون متفرجاً ستبيع وتشترى 
      ستبيع شيئا غير النقود  
      غبار الذكريات فى ظل الزمن 
    تسير فى طريقك تقابل تتأمل الوجوه
    وجه عابس!
   فيه ندم الحلم المنسى على تجربة العبور 
      أخر فيه 
    تَحَمٌس وفرح !  
    من تحقيق ربح الطريق
    وأخرون ينظرون بغبطه إلى أحدهم 
 عيونه تفضح خجل الروح بين ثنايا الوجه . 
   الزمن :
      وقت لا يمكن حسابه !
   مٌسجَّل مثل رذاذ المطر 
   يٌخَزَّن فى طين الأرض 
 
   فى نهاية السوق :
     مزاد! 
   تبيع فيه ماشتريت 
   وتشترى مافقدت   
   لن تفقد كل ماشتريت ولن تبيع كل مافقدت 
   ثمنه تحدده خطواتك وسط الأجساد 
   القيمة فى ماتبقى من ذكرى ماقبل العبور المنسية  
  تكتشف خداع الصيت وتلف الصنع
  وزيف الضجيج . 

  السكوت كان له صوت 
  لن تعود كما بدأت ولن تصمت
   ياليتك ماعبرت ! 
  صدى صوت يهمس  
  انت كنت الطفل  
  كنت تبكى نسيان الحلم 
  أنت من سٌرِقْت  
   سٌرِق منك وقت العمر
  أندمت على العبور ؟
   كان الطريق الأخر خالياً
  لما  اخترت  ؟ 
  مكتوب !
  مسجل  !
 محسوب !  
  هكذا رددت
  لو عدت سأختار العبور مجدداً 
  ربما  لم أعبرالسوق  والطريق كان خاليا ً 
 ماذا لوكان الحلم فى الأصل وهم ؟!
  وتذكرت أنى نسيت أنه كان
   مجرد حلم منسى ؟!

الأحد، 29 يناير 2012

الصخرة الحانية

أأخذ مفاتيح سيارته  
 خرج مسرعاً وأغلق الباب   بعنف 
  كان غاضباً حزيناً, لم تسير  الأمور كما كان يخطط.
  دائماً  كل شىء يضيع فى  لحظة  دون ان تشعر تأتى المفاجأة الحزينة.
   
                                               

  أدار السيارة  الوقت مازال قُبيل الفجر 
 إنطلق سريعاً حتى وصل إلى شاطىء البحر   
    ترجل من السيارة بخطوات متثاقلة تغوص فى رمال  الشاطىء الصفراء
 وصل إلى المكان المعتاد عند تلك الصخرة الحانية على أمواج  الشاطىء 
  لقد تعود على البكاء بعيداً عن أعين البشر 
  ويلقى بعض همومه فى مياه البحر الهادرة 
 هذه المرة أحس أن الموج أعرض عنه لم يعد يجيب علي  دموعه 
  لم يبعث إليه هذا الشعور الذى ينتظره كل مرة يجلس هنا 
 أتراه قد اعتاد ؟!أم تعب من تكرار شكواه  ؟!  
 أم إمتلأ البحر  هموماً هو الأخر؟! 
 أحس أن البحر هو من يشكوإليه!
  رياحه الشديدة كأنها تريده أن يرحل عن هذا المكان 
   الموج يريد أن يتخطى الشاطىء ويتحرر من قيود المد  والجَزْر 
 تأمَّل قليلاً 
 وإبتسم 
 لن أخذلك  (يخاطب البحر)   وسأحطم تلك الصخرة الحانية  
 لن أُلقى فيك أحزانى  لعلى أخفف بعض همومك  
  سأرحل إلى الصحراء العتيقة التى تستطيع أن تحتمل غضبى 
  ثم عاد وتذكر!
 أنه لايستطيع فهو يكره  تلك الأرض الجرداء 
  أترى تكون تلك الصحراء سبب فى همومنا  ؟!
  أترى رمال الشاطىء تُذَكِر هذا الموج بقسوة الزمن
   هكذا دائماً الحياة  لا تعطيك  كل ماتتمنى بل أنت تملأها بالأمانى    والأحلام التى نادراً مايتحقق منها شيئاً .
   كم كنت أتمنى  أن تتحقق أحلامى وأن أصل إلى الشاطىء  فرحاً وأسترد دموعى التى تساقطت على تلك الصخرة  
  كل مرة أعود إلى هنا أتذكر أحلامى 
     أشعر بالندم على ما أضعته من فرص 
     ما كان مُحيراً ها قد وجدت إجابته ولكن الزمن قد فات 
        ولن يعود مجدداً 
        غالباً أشعر بالغضب من نفسى عندما أتذكر ذلك 
         لم يعد هذا المكان يجدد دوافعى  للبداية الجديدة كما  إعتدت دائماً  
        المياه إختفى منها ضحكات كان صداها يشد من أزرى  
        حاولت تغيير هذا المكان من قبل لم أزد الا غربة  فى بحر النسيان 
   برودة الطقس  أشعر بها الأن بعدما كنت أهرب من برد الشتاء إلى تلك الصخرة الحانية 
  أتسائل عن السبب؟! 
  غالباً أنا من تغير؟ 
   أم  أن الزمن قد لعب دوره فى داخلى  
     ها قد بدأ النهار يغزو الأفق  
   هدأ البحر قليلاً 
  رغم كل شىء
   لن أحطم تلك الصخرة فقد إحتوت غضبى كما تحتوى غضب تلك الامواج باستمرار. 
   ربما  لن أعود إلى هنا ثانية أو هكذا أقول كل مرة  
    ربما أجد من أشكو إليه يكون أكثر حناناً من تلك الصخرة  
 أعيدها مراراً عندما أغادر هنا
  ربما أستجيب يوما لنداء البحر 
 أُلبى  شكواه وأحطم تلك الصخرة ليتبدد حزن  رمال الشاطىء. 
 
  عندها :
  لن أشتكى سأسمع فقط شكواه.  
  سأحوِل تلك المياه إلى أمواج من الأمل 
   سأمنع الرمال الحزينة من الوصول إلى هنا  
   الطيور المهاجرة ستعود إلى هنا تغرد من جديد. 
    
     الزمن يَسلِب منا الحياة  
   ولكن لن يقدر أن يمنحنا الأمل  
      الحلم يعبر بنا جدار الزمن
      ولكن لن ينفعنا بدون عمل 
      سأرحل ولن أعود بعين باكية 
      أحاول أن أكون مثل تلك الصخرة الحانية  
    
  

الاثنين، 16 يناير 2012

الراكب الأخير



  تمَلْمُل واضح بين الركاب    
   من بعيد  
   نسمع صوت
  أحدهم يركض ويشير بيده
  يريد أن يلحق بالأتوبيس الصغير    
  رغم أننا ننتظر  منذ وقت طويل 
  مايقرب من نصف ساعة 
  الجو بارد الى حد ما 
   مُلبَّد بضباب كثيف 
  الشمس تتحسس طريقها نحو السماء  
  لم تستطع بعد أن تبدد الضباب الكثيف. 
 إقترب من السيارة أنفاسه متسارعة يلهث من التعب
 الرجل يبدو  فى أواخر العقد الخامس من العمر , شعره يغلب عليه اللون الأبيض  ,  
  وجهه  مازال يحمل ذكرى من الشباب رغم سنوات  العمرالطوال. 
 وصل إلى باب السيارة المفتوح 
 أشخاص تنطلق بصوت واحد ينادى السائق: 
هيا بنا لقدإكتملت السيارة 
 سنتأخر .
 السائق فى يده سيجارة مشتعلة, 
  يتكلم مع أحدهم بجوار سيارة أخرى  
 يسمع النداء ثم
 يأتى بطيئا  السيجارة فى فمه
 تنفس أخر نفس من الدخان بعمق ثم رماها من يده 

 الراكب جلس فى المقعد المتبقى خلف السائق 
 
 تنطلق السيارة  على الطريق الزراعى  
 الضباب يُعيق الرؤية  
 السائق يضغط على البنزين بشده  
 السيارة تكاد ترقص من السرعة  
الرياح  تلتهم جوانبها
 تشعر أن روحك تنسحب منك 
 يقوم السائق بتشغيل  أغنية صاخبة  
 بعض الركاب فى الخلف خَلِدو إلى النوم  
 أتابع بعينى الراكب الاخير
   ينظر عدت مرات الى ساعة يده  
 يجول بخاطرى  أن هذا الرجل متأخر عن موعد ما  
 ها قد انطلق السائق بأسرع مما يُتوقَع 
  حظه جيد بالفعل .
  فجأة  !
  فرامل السيارة تزأر 
  صوت العجلات وهى تحتك بالأسفلت
 كادت السيارة أن تنقلب  

 النائمون فى الخلف قفزو فى خوف 
   ,فى المقعد المجاور
 طفل صغير يبكى تطمئنه والدته
 الراكب الأخير التصق وجهه بظهر مقعد السائق  
  تنفست الصُعَداء كأنى خُطِفت برهة من الزمن الى عالم آخر 
 ينظر السائق إلى الخلف ويبتسم ببرود 
  ويقول:
 مطب مفاجئ اللعنة على طرق بلادنا 
 الراكب خلف السائق -على غير ماتوقعت-  
 يصرخ فيه أن يهدىءالسرعة         
 ويصرخ: هاتموتنا حرام عليك 
 السائق: ربنا ستر
 ثم ننطلق مره أخرى 
 السائق كأنه لم يتأثر 
 هذه المرة يزيد السرعة أكثر  
 مازال الضباب لم ينحسربعد 
 الشمس تظهر فى الأفق من بعيد
 الجميع فى السيارة  قلق 
 تتمايل السيارة مع منحنيات الطريق  وتتمايل معها رؤوسنا
 الراكب ينظر إلى الطريق من خلف  السائق بتركيز شديد 
   كأنه هو من يقود السيارة
 ثم يصرخ فى السائق أن يتوقف  
 لا يلتفت السائق إليه ويزيد السرعة 
 يصرخ فيه مره أخرى بصوت عنيف

 يتوقف السائق  ببطء هذه المرة 

 يُفْتَح باب السيارة  
 ينزل الراكب
  يغلق هو الباب بهدؤ
  صوت فرامل مرة أخرى 
  لكننا لم نتحرك بعد!
  ألتفت
 بجانب السيارة 
  الراكب الأخير  
  سيارة أخرى
   صدمته !  
  لحق موعده بالفعل.
   



السبت، 14 يناير 2012

خطأ ريموت

  
 بعد أن تناول العشاء
 أخذ قهوته 
  إتجه نحو التلفاز 
 تناول الريموت كان هناك مباراة للكرة  ,                                               
 كان يعتقد أن مباريات الكره تافهة تضيع الوقت وتضيع ثروة  البلاد. 
  رغم أنه يحب ممارسة الرياضة يوميا! . 
َ حَوّل على قناته المفضلة 
 نعم ففيها البرنامج الذى ينتظره كل يوم  
 يروى عطشه من الإحباط المتراكم بعد يوم العمل الروتينى  
 فالبرنامج ملىء بالأمل والتفاؤل  
 يستضيف الضيوف الرائعة  
 رموز الفن والسياسة  والدين.
 تُقدَم فيه تقارير يومية من قلب الشارع  
 مشاكل البسطاء ,
 مناقشة همومهم ,
 ليس ذلك فقط 
 المذيعة التى تقدمه يوميا  
 تتألق دائما  
 إبتسامتها 
  وجهها البرىء , 
 جريئة جداً- مهذبة للغاية- لا تخاف من أى مسئول تنتقده على الهواء 
 وأيضا عاقلة متزنه لا تنساق مع الأحداث ,
 تضع مصلحة الوطن فوق أى اعتبار.
 حلقات البرنامج تهتم بكل الطبقات حتى البسطاء.  


 كان إذا فاتته إحدى الحلقات أحس أنَّ شيئاً عظيماً قد فاته. 
 
 بعد فاصل إعلانى طويل
 بدأ البرنامج 
 ظهرت المذيعة بابتسامتها المعهودة المليئة بالبراءة والصدق .
 الفقرة الأولى:  
 كانت عن مشروع كبير سينقل البلاد فوق السحاب. 
 فرحة,غِبْطة ,تفاؤل وحماس أحس به. 
 - ضجَّة فى الشارع- 
 غالباً من مباراة الكرة لقد ُأحرِز هدف!
 وجهه ممتعض من الصوت ويُلوِح بيده دليل على عدم الاهتمام .
 انتهت الفقرة الأولى .
 فاصل اعلانى طويل 
 لم يُغير القناة رغم الاعلانات السخيفة  
 يتناول القهوة وينتظر  الفقرة الثانية  
  التى ستكون عن مشاكل البسطاء 
  الذين يتعاطف معهم 
  وأحياناَ يتبرع لهم بما يستطيع  
 إنتهى الفاصل !
 يعود البرنامج  
على الهواء 
 لم يصدق مايراه!
 المذيعة المشهورة !
  بوجه غريب يكاد لا يعرفها  
 وجهها غاضب 
  يتصاعد منه الشر  
 تنظر وكأنها غير منتبهة  
 تنظر فى مرآة جانبية تتفحص مكياجها,
 تصرخ: السماعة لا تعمل 
 ياللهول انها تطلق لفظ نابى 
 تُصيح: 
 أين ماطلبت؟ 
الاعلانات ليست كالشهر الماضى 
   تصرخ فى الاعداد 
 المهم نسبة المشاهدة  
 تشير بيدها  على أذنها
 ها لقد أُصلحت السماعة 
 تقول نحن الهواء ؟!!          
  نعم! 
  تومأ برأسها 
 ابتسامتها العريضة تشتعل ,
 وجهها البرىء يعود  .

 يتناول الريموت ويحول على مباراة الكرة .

الخميس، 12 يناير 2012

دم سلك شائك

  
  وقت الظهيرة  
بجوار السلك الشائك فى 
جزء منسي على الحدود 
جندي نائم بجانب من غرفة خشبية متهالكة.


   ينهض فجأه على صوت
   حجر ألقي بجانب الغرفة  
   لم يجد شيئا
  إبتسم الجندي وحاول أن يكمل النوم  
  ثم تنبه ثانية
  صوت صراخ  من بعيد!  
  ينهض الجندي سريعا ينظر بإتجاه السلك الشائك 
  ويصرخ مصري هذا هو إسم زميله فى نوبة الحراسة  
  يركض نحوه  
  الجندي المصاب ملقى على الأرض  ينزف وجهه مٌلَطَّخ   بالدماء 
  يتدفق الدم حتى وصل للسلك الشائك  
  ينظر إليه إليه وهو يفارق الحياة  بوجه فيه إبتسامة عجيبة 
 
  يتصل الجندي بالقيادة لنجدته  
  يمر الوقت بطيئا 
  لم تصل أي طائرة للنجدة 
  بعد عدة ساعات وصلت سيارة ممتلئة بالجنود 
  وسيارة أخرى جيب صغيرة 
  الجنود أخذوا جثة الشهيد وغابوا بها عن الأنظار 
 
  وخرج من السيارة الجيب ضابط كبير كتفه مرصع بالنجوم 
  نظر الى الجندي وإبتسم  و قال : 
 "حظك من السما ستغادر الصحراء نظرا لما قدمته للوطن "
  تعجب الجندي! ولم يفهم شيئا ً  
  وانطلقوا
  فى الطريق الضابط الكبير يكلم زوجته فى التليفون المحمول ويضحك ضحكات عالية
  لا يبدوا عليه الدهشة أو الحزن مما حدث لمصري  
   لم يتلفظ بكلمة نعي لم يلقي بلوم على العدو

  بعد يوم طويل :
  وصلوا إلى مكان شديد الحراسة فى الصحراء أرشدوه إلى مكان للنوم  
  فى اليوم التالي إنطلق فى سيارة الى وسط المدينة  
  استقبله الضابط الكبير  وبوجهه الضاحك دائما :" مبروك لقد ترقيت "
و قام بوضع علامة على سترته العسكرية تدل على رتبه أعلى  

 وأشار اليه: 
 سترتدي هذا الزي وتقود مجموعة من الجنود في مهمة خاصة 

   الجندي وقد إختلطت لديه المشاعر و مازال متأثر بحادث   الحدود
  مازال وجه زميله الشهيد الباسم لا يفارقه
  لم يكن لديه وقت للتفكير   

 الضابط الكبير يقودهم الى أحد الشوارع يسمعوا أصوات هتافات  من بعيد  تهز أرجاء المكان  
 نظر اليه الضابط وقال:
هؤلاء متمردون  تابعون للعدو الذى قتل مصري جندي الحدود 
 تعرف ماعليك فعله يجب ان تأخذ بثأرك 
  ينتهى الشارع بسلك شائك 
  من بعيد الاف بزي مدني تهتف
  أمر الضابط الكبير بالهجوم   
 تناول الجندي بندقيته أصاب أحدهم وهرب الباقي  
 سقط  الشاب بجانب السلك وجهه ملطخ بالدماء  
 اقترب الجندي ليرى من هؤلاء الأعداء 
 الذين قتلوا صديقه واخترقوا البلاد 
وجه الشاب أحمر بلون الدم يرسم مع مايرتديه من ملابس علم البلاد
 نظر الى وجهه 
 كان عليه ابتسامة كالتي على وجه شهيد الحدود 
  مكتوب على صدره بلون الدم  
 "كلنا نزود عن  مصري الحدود " 
وعلى جبهته
 " اطردوا سفير العدو "


 صدمة شديدة  للجندي
 نظر الى المبنى خلفه
  أعلى السلك الشائك
   سفارة
 علم العدو يرفرف. 
  

وجه جديد

 دايما بنحلم اننا نسافر ونلف كل الكون والعالم نشوف مكان    جديد, 
ونعيش بطريقة مختلفة. 
دايما بنردد :كفاية مللنا زهقنا 
فى ناس بتلف العالم كله وبرده نفسها فى حياة جديدة حتى ممكن  تتمنى تخرج من الكوكب تعيش فى القمر أو المريخ 
بس دى مجرد أمال ممكن تكون وهم  
ويكون المكان الى عايشين فيه من سنين لسه  ماكتشفناش وجهه الحقيقى. 

 مع وسائل الاتصالات الحديثة ممكن تزور العالم بزرار صغير تشوف  ناس تانية فى لوح زجاج قدامك مش ممكن كنت تشوف العالم بالسرعة دى حتى لو معاك فلوس تزور كل البلاد . 

 بتقابلنا مشاكل كتير فى الحياة  بنفكر فى أنها نهاية الكون مع انها ممكن تكون هى الأمل بس فى وجه جديد . 
 مثال: طالب الثانوى الى مش بيدخل طب ممكن يكون يكون فى يوم  قدوة لزميله الى دخل الطب لونجح فى مجال تانى 
 
 فى حياتنا كلنا بنظن ان رأينا بس هو الحق فى حين ان الحق له أكتر من وجه حاول تبحث عن حق جديد  . 

عمر ماكان اليأس هو الوجه ده ولو  كانت البشرية وقفت عند تجربة ابن فرناس ماكنتش وصلت للفضاء  . 

 وفى معاملة الأشخاص الانسان متعدد الوجوه عيب لكن الى بيجدد وجهه صفاته الى مايسعد الأخرين مش عيب  
 خليك وجه جديد برىء  من غير زيف من غير تصنع 
♥♥

همسة

تدبرفى الكون وتأمل الاعجاز  
 تدبر حياتك وقدرتك على الانجاز  
 تدبر سنابل القمح بتضحك للسحاب  
 تدبر قلوب من أجل الغير شباب  
 دقاتها بتفوق الحق الى غاب  
 تدبرعيون الأمل فيها داب  
 تدبر سكون الليل هدؤ ماليان عذاب  
 تدبر الصوت لما بيسرق الهمسة  
 تدبر ايديك بتشوف باللمسة 
 تدبرابتسامتك فى المرايا فيها من الجمال أية  
 تدبر دموعك فى الفرح  مطر من الصدر الى انشرح 
 تدبر وشوش البشر فيها الاعجاب انتشر  
 تدبر اصرارك على الحياة رغم العذاب وقول الأه 
 تدبر نسيانك للى فات رغم ألم الذكريات  
 تدبر سنين العمر عدت وانت فيها شجرة بتنبت  
 تدبر طفولتك البريئة  تدبر صباك لما اتعلمت الكلام من غير سكات  
تدبر موت النوم لما فى الصباح تقوم  
تدبر أمك  أبوك وفى قلبهم من الحنان ليك مقام
 تدبر عالمك وانت وحيد وفيه كل يوم اعجاز جديد  
 تدبر نفسك  تريد وتحقق الأمل الوحيد 
تدبروانت قادر تعبر ولنعمته تشكر
 

الأربعاء، 11 يناير 2012

تفاحة أدم

الأم : بصوت مرتفع  أدم أين أنت ؟


أدم : يحبس أنفاسه مختبىء فى غرفة الضيوف
 صوت الأسنان وهى تقضم الفاكهة يشبه صوت حفيف الأشجار                                 
 الابن الاخر أيمن  يذاكر فى غرفته  
 الأم: جرس الباب افتح يا أدم 
 أدم : يخرج من الغرفة وقد أنجز مهمته فى الاكل
 يفتح الباب  ينادى ماما لدينا ضيوف 
 الأم : ترحب بالضيوف ثم تذهب تفتح الثلاجة لتحضر طبق الفاكهة  
 الطبق فارغ تصدم الأم
 يتغير لونها ويخشن صوتها أدم  تعالى بسرعة  
 أدم : جاء بوجه متعجب ماذا يا أمى ؟ 
 الام : تشير الي طبق الفاكهة  
 أدم: يتظاهر بالاستغراب لا أعلم يا أمى  
 الام : لا تكذب أين طبق التفاح  
 ادم : ليس لدى تفاحة امى حتى انظرى فى رقبتى حنجرتى صغيرة  
 انها لدى أخى أيمن  
 الأم : تبتسم 
 

منتهى الشرق

وقت الصباح استيقظ منتهى على صوت عصافير الكناريا  فوق شجرة الصندل أغصانها العالية تناطح السحاب.   
 الشمس تشرق  على وادى الشرق تكاد تنزل لتقبل أرضها بدفء أشعتها,
  من شدة سطوعها يتمنى اهل الشرق لو يحاصرو أشعتها  الزائدة  
ليضيئو بها ليل مملكة الشرق. 
تنبه منتهى وقام مسرعا بحركة رشيقة مثل ركض الخيل أبعدت عن جسمه أوراق الشجر العملاقة التى استتر بها بالليل  , 
اتجه الى جدول المياه بركة صغيرة  تتلألأ  تحت نور الشمس تأتى من بحيرة النهر الذى ينحدر من فوق تلال جبل الشرق بصخوره البركانية الغنية بالمعادن الصلبة كرماح الحرب  والذى تروى مياهه الغابة التى ينتهى بها وادى الفردوس الأخضر 
كان منتهى فتى فى منتصف العمر وجهه كمثل اهل مملكة الشرق أبيض مشرقا بنور الشمس, شعره أبيض يضرب كتفيه عيونه واسعة اتساع وادى الشرق سوداء كليل الغابة المظلم .  

دوى صوت بووق  فى الغابة والوادى  قادما من جهة البحر على الجانب الاخر من مملكة الشرق .
صوت يصيح  :فى  ياأهل الشرق  
قد وصلت سفينة الثلج سفينة الرب من أرض الغرب  

بعد أن عبر الوادى قادما من الغابة وصل منتهى الى النصف الأخر من مملكة الشرق  حيث المنظر يتغيرهنا زحام أطفال بوجوه عابسة  
يعملون فى محارق تعمل عند ملك الشرق وكهنة الفردوس ويستخدمون  لحاء الصندل الغربى كوقود لنار خلود الشرق فى بلاط الملك وماء القطب لبيت كاهن الفردوس. 

وبعد أن عبر البيوت وصل الى شاطىء الشرق  برماله الصفراء المطلة على بحر شروق الشمس بمياهه الذهبية. 
 
 زحام شديد ضجيج بضائع سوداء عجيبة  عمال القصر يحملون غرف ضخمة كالبيوت .
اتجه منتهى الى السفينة الضخمة عليها رسم عجيب يشبه وجه ضاحك يخرج من فمه قطعة من اللحم فى وجه رمز الشمس.  
 
 اتجه منتهى الى  مرسى السفينة وهو فى الطريق تذكر حكايات جدته التى لم يفهمها قط يوم أن قالت له أن أهل الغرب ملعونين بلعنة غياب الشمس  ولكنهم يحكمون الشرق .  
 تسلل منتهى بجانب مرسى السفينة المحاطة بحرس الملك وتلاميذ كهنة الفردوس  
وجد أحدهم  يقف على أرض الشاطىء متكىء على صخرة من صخور الشاطىء وظهره تجاه الشاطىء 
  فشعر بمنتهى والتفت فجأة 
كانت الصدمة أخرست منتهى
ماهذا الوجه الأسود ذو العيون الضيقة شعره الأبيض يظهر من تحت غطاء الرأس وجسمه نحيل   
 التفت وابتسم ابتسامة باردة كبرود القطب فى أرض الغرب  
 وتحدث بلغة اهل الشرق وقال: 
مرحبا أتريد ماء الثلج المقدس أم قطعة من لحاء الصندل المحروق .

 فهز منتهى رأسه وقد زالت رهبته  ولم تقدسون ماء الثلج وصندل أسود ؟ 

 ضحك الغربى وبدت أنيابه المتهالكة
انه وهم أهل الشرق  ليس لهم قيمة فى مملكة القطب  
 أنتم لديكم شجر الصندل الأخضر وماء النبع الصافى من جبل الشرق  
 لديكم شمس البركة وتشترون منا اللعنة ! 
 غضب منتهى
ولكنه مقدس بأوامر الرب هكذا حكى كاهن الفردوس 
 
 ثم نظر منتهى الى شجر الصندل المحروق وصناديق ماء القطب وتأمل  كلام الغربى, 
 
 وتذكر كلام جدته 
ثم التفت لم يجد الرجل فقد ذهب  فى موكب الملك فى صحبة الكهنة  
 واذ بأحد الكهان يأتى برفقة الجنود: 
أيها الفتى لم حضرت الى هنا؟ 
ستعاقب بالعمل  
فى حمل ماء القطب الى قصر كاهن الفردوس  


 فتعجب منتهى  وقال الأن فهمت لقد تحكم الغرب فى منتهى الشرق
 
 
 
 

محلول جفاف

كتير بتقابلنا مشاكل كتير فى الحياة , 
المشاكل ممكن توصل لهم متواصل مرض ,  
هاتبقى عايز تتخلص من حياتك  تنفجر   
 بعض الناس بتقدر تفصل وتكمل حياتها بدون مشاكل , 
ناس تانية بتقف وممكن تنهزم   . 
 دايما فى انسان فى حياتك بيكون قريب منك 
ممكن أخ, صاحب , زوج   الوالدين  , زوجة  
وفى بعض الأحيان ابنك. 
 الشخص ده  بيكون بالنسبالك زى محلول الجفاف الى بيعوض الجسم خاصة  فى الطفل عن السوائل الى فقدها وان   
و بتشتكيله وممكن تبكى قدامه من غير كسوف  كلماته بتطمنك بتخفف عنك والأهم بينصحك تعمل ايه.  
 لو مش عندك حد كده ممكن يحصلك زى الجسم  هاتزداد تركيز السموم و الهموم الى عندك ممكن تقتلك
 دايما كون للناس زى محلول الجفاف للطفل خاصة وقت الهموم تحملهم واصبر عليهم واوصل بيهم لبر الامان  
ياترى كم حد لجألك وانت أعرضت عنه عاملته بدون اهتمام حد فى أزمة وانت لأنك 
مش واصلك ضرر بتقول أنا مالى ياعم صدعتنى كم حد قالك سره وأول ماحصل  
مشكله حكيت سره 
 

خمسة وخميسة

  صوت جرس تليفون يرن خمس مرات  فى الأرجاء حتى استيقظ الجميع الخمسة أصدقاء فى الشقة المكونة من خمسة غرف فى السنة الخامسة  فى الجامعة  أسماؤهم تختصر فى كلمة خمسة  هرع الجميع نحو سماعة التليفون نظرو الى شاشة الاظهار وجدو رقم  خمسة متكرر تعجبو كل منهم يراوده شعور بالفضول والرغبة فى الرد حاول كل منهم أن يسبق الاخر  للرد  خرجت منهم  شتائم لكمات ثم خصام ثم سكت صوت الجرس  وظهر صوت  عفوا النمرة غلط )                                                



حلمنا

حلمنا  دا نور ظلامك 
 حلمنا دا بكور صباحك  
حلمنا دا طير فى باحك  
 حلمنا دا صوت صراخك 
 حلمنا ورد الجناين 
 حلمنا شوق الحبايب 
 حلمنا فرح الحزين  
 حلمنا دايما جديد  
 حلمنا يخليك سعيد 
 حلمنا صبره شديد  
 حلمنا نحلم ببكره  
 حلمنا فى الأصل فكره 
 حلمنا مستقبل له ذكرى 
 حلمنا مطر الحياه 
حلمنا حرارة لقاء بعد غربة الاشتياق
 حلمنا مذكور فى الكتاب  
 حلمنا  فوق السحاب  
 حلمنا عمره مديد  
 حلمنا مامنه يأس  
 حلمنا الحلم المجيد 
 حلمنا ليوم البعث 
             




الثلاثاء، 10 يناير 2012

ثورة الحروف

حرف واحد قال كلام 
 حرف واحد ثار مانام 
 حرف (لام) قال لأ
 حرف (قاف) قال الحق 
حرف (ثاء) ثار ماخافش 
حرف (نون) نور الصدق 
حرف (عين) عيون الفجر
حرف (سين ) سكوتنا صراخ 
 حرف (صاد) صرختنا صمت 
حرف  حر فى الكلام
حرف علة فى قلب الظلم 
حرف بسمة فى وجه الطفل 
حرف نغمة فى يوم الحفل 
حرف شجرة ميلاد الفجر  
حرف فاق  من السكر 
حرف بعد خوف قتل الجبن 
                          ♠♠
حرف صمودنا حرف الدال دمنا هو الى قال  
حرف ألمنا حرف الخاء  خوف وخيانة من الأعداء  













معركة على شط العين

اتقابلو العينين على شط بين الحاجبين شط تحت جفن العين ,
عيون بتتكلم كلام زى الرصاص  تحت زخات المطر

 شافت شريط الأخبارصور  عن الحكايات  الى فى شارع الثبات,
بصيت قابلت عين متهمة فى عيون الأحرار دارمابينا حوار 
دول كلمتين لكن عجب فى برهة من الزمن
لون العيون انقلب,
الأسود الصامد  نوره أبيض 
والاخضر العسلى   دم أحمر 
♠♠♠

 قالت عينيه فيها كلام ان قطر الظلم قام,
فردت عليه هايقف فى محطة الأحلام , 
 زجرت عينيه بابتسام ونظرة اتهام
 انت عارف انى أقدر أطفى نور الفجر وأنهى السلام ,
وأقتل مولود الوهم فى بطن الأحلام ,
وانى وانى  طلقات من عينيه تاكلنى
 لكن فى لحظة زمن ماليانة أمل
طلقات زحام , زخات من الاحلام ,
حتى فيها الصمت قام  

وفجأة قالت عينيه فى استسلام:
ان قطر الظلم مات لما شاف فى عينيك الثبات
ان رمش عينيك صار للتحدى مقام 
ان جفن عينيك قال للظلم نام 
 صوت الحق لعين البغى شق  
زمن عيونكم حر زمن عيونا لأ 
انتو عيون الرب الى فيها الصدق  
انتو نور الصراط وقت الشك 
العين مش مدى الشوف العين قلوب بتشوف 
♠♠♠
وانتصرت عيون حرة
فى زمن كفيف
 بس البصيرة سيف 
 شايفين 
  بصوت
  بنور
 بأمل 
دموع
من غير خوف....
 
 

♥♥♥