الاثنين، 16 يناير 2012

الراكب الأخير



  تمَلْمُل واضح بين الركاب    
   من بعيد  
   نسمع صوت
  أحدهم يركض ويشير بيده
  يريد أن يلحق بالأتوبيس الصغير    
  رغم أننا ننتظر  منذ وقت طويل 
  مايقرب من نصف ساعة 
  الجو بارد الى حد ما 
   مُلبَّد بضباب كثيف 
  الشمس تتحسس طريقها نحو السماء  
  لم تستطع بعد أن تبدد الضباب الكثيف. 
 إقترب من السيارة أنفاسه متسارعة يلهث من التعب
 الرجل يبدو  فى أواخر العقد الخامس من العمر , شعره يغلب عليه اللون الأبيض  ,  
  وجهه  مازال يحمل ذكرى من الشباب رغم سنوات  العمرالطوال. 
 وصل إلى باب السيارة المفتوح 
 أشخاص تنطلق بصوت واحد ينادى السائق: 
هيا بنا لقدإكتملت السيارة 
 سنتأخر .
 السائق فى يده سيجارة مشتعلة, 
  يتكلم مع أحدهم بجوار سيارة أخرى  
 يسمع النداء ثم
 يأتى بطيئا  السيجارة فى فمه
 تنفس أخر نفس من الدخان بعمق ثم رماها من يده 

 الراكب جلس فى المقعد المتبقى خلف السائق 
 
 تنطلق السيارة  على الطريق الزراعى  
 الضباب يُعيق الرؤية  
 السائق يضغط على البنزين بشده  
 السيارة تكاد ترقص من السرعة  
الرياح  تلتهم جوانبها
 تشعر أن روحك تنسحب منك 
 يقوم السائق بتشغيل  أغنية صاخبة  
 بعض الركاب فى الخلف خَلِدو إلى النوم  
 أتابع بعينى الراكب الاخير
   ينظر عدت مرات الى ساعة يده  
 يجول بخاطرى  أن هذا الرجل متأخر عن موعد ما  
 ها قد انطلق السائق بأسرع مما يُتوقَع 
  حظه جيد بالفعل .
  فجأة  !
  فرامل السيارة تزأر 
  صوت العجلات وهى تحتك بالأسفلت
 كادت السيارة أن تنقلب  

 النائمون فى الخلف قفزو فى خوف 
   ,فى المقعد المجاور
 طفل صغير يبكى تطمئنه والدته
 الراكب الأخير التصق وجهه بظهر مقعد السائق  
  تنفست الصُعَداء كأنى خُطِفت برهة من الزمن الى عالم آخر 
 ينظر السائق إلى الخلف ويبتسم ببرود 
  ويقول:
 مطب مفاجئ اللعنة على طرق بلادنا 
 الراكب خلف السائق -على غير ماتوقعت-  
 يصرخ فيه أن يهدىءالسرعة         
 ويصرخ: هاتموتنا حرام عليك 
 السائق: ربنا ستر
 ثم ننطلق مره أخرى 
 السائق كأنه لم يتأثر 
 هذه المرة يزيد السرعة أكثر  
 مازال الضباب لم ينحسربعد 
 الشمس تظهر فى الأفق من بعيد
 الجميع فى السيارة  قلق 
 تتمايل السيارة مع منحنيات الطريق  وتتمايل معها رؤوسنا
 الراكب ينظر إلى الطريق من خلف  السائق بتركيز شديد 
   كأنه هو من يقود السيارة
 ثم يصرخ فى السائق أن يتوقف  
 لا يلتفت السائق إليه ويزيد السرعة 
 يصرخ فيه مره أخرى بصوت عنيف

 يتوقف السائق  ببطء هذه المرة 

 يُفْتَح باب السيارة  
 ينزل الراكب
  يغلق هو الباب بهدؤ
  صوت فرامل مرة أخرى 
  لكننا لم نتحرك بعد!
  ألتفت
 بجانب السيارة 
  الراكب الأخير  
  سيارة أخرى
   صدمته !  
  لحق موعده بالفعل.
   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق