الأربعاء، 11 يناير 2012

منتهى الشرق

وقت الصباح استيقظ منتهى على صوت عصافير الكناريا  فوق شجرة الصندل أغصانها العالية تناطح السحاب.   
 الشمس تشرق  على وادى الشرق تكاد تنزل لتقبل أرضها بدفء أشعتها,
  من شدة سطوعها يتمنى اهل الشرق لو يحاصرو أشعتها  الزائدة  
ليضيئو بها ليل مملكة الشرق. 
تنبه منتهى وقام مسرعا بحركة رشيقة مثل ركض الخيل أبعدت عن جسمه أوراق الشجر العملاقة التى استتر بها بالليل  , 
اتجه الى جدول المياه بركة صغيرة  تتلألأ  تحت نور الشمس تأتى من بحيرة النهر الذى ينحدر من فوق تلال جبل الشرق بصخوره البركانية الغنية بالمعادن الصلبة كرماح الحرب  والذى تروى مياهه الغابة التى ينتهى بها وادى الفردوس الأخضر 
كان منتهى فتى فى منتصف العمر وجهه كمثل اهل مملكة الشرق أبيض مشرقا بنور الشمس, شعره أبيض يضرب كتفيه عيونه واسعة اتساع وادى الشرق سوداء كليل الغابة المظلم .  

دوى صوت بووق  فى الغابة والوادى  قادما من جهة البحر على الجانب الاخر من مملكة الشرق .
صوت يصيح  :فى  ياأهل الشرق  
قد وصلت سفينة الثلج سفينة الرب من أرض الغرب  

بعد أن عبر الوادى قادما من الغابة وصل منتهى الى النصف الأخر من مملكة الشرق  حيث المنظر يتغيرهنا زحام أطفال بوجوه عابسة  
يعملون فى محارق تعمل عند ملك الشرق وكهنة الفردوس ويستخدمون  لحاء الصندل الغربى كوقود لنار خلود الشرق فى بلاط الملك وماء القطب لبيت كاهن الفردوس. 

وبعد أن عبر البيوت وصل الى شاطىء الشرق  برماله الصفراء المطلة على بحر شروق الشمس بمياهه الذهبية. 
 
 زحام شديد ضجيج بضائع سوداء عجيبة  عمال القصر يحملون غرف ضخمة كالبيوت .
اتجه منتهى الى السفينة الضخمة عليها رسم عجيب يشبه وجه ضاحك يخرج من فمه قطعة من اللحم فى وجه رمز الشمس.  
 
 اتجه منتهى الى  مرسى السفينة وهو فى الطريق تذكر حكايات جدته التى لم يفهمها قط يوم أن قالت له أن أهل الغرب ملعونين بلعنة غياب الشمس  ولكنهم يحكمون الشرق .  
 تسلل منتهى بجانب مرسى السفينة المحاطة بحرس الملك وتلاميذ كهنة الفردوس  
وجد أحدهم  يقف على أرض الشاطىء متكىء على صخرة من صخور الشاطىء وظهره تجاه الشاطىء 
  فشعر بمنتهى والتفت فجأة 
كانت الصدمة أخرست منتهى
ماهذا الوجه الأسود ذو العيون الضيقة شعره الأبيض يظهر من تحت غطاء الرأس وجسمه نحيل   
 التفت وابتسم ابتسامة باردة كبرود القطب فى أرض الغرب  
 وتحدث بلغة اهل الشرق وقال: 
مرحبا أتريد ماء الثلج المقدس أم قطعة من لحاء الصندل المحروق .

 فهز منتهى رأسه وقد زالت رهبته  ولم تقدسون ماء الثلج وصندل أسود ؟ 

 ضحك الغربى وبدت أنيابه المتهالكة
انه وهم أهل الشرق  ليس لهم قيمة فى مملكة القطب  
 أنتم لديكم شجر الصندل الأخضر وماء النبع الصافى من جبل الشرق  
 لديكم شمس البركة وتشترون منا اللعنة ! 
 غضب منتهى
ولكنه مقدس بأوامر الرب هكذا حكى كاهن الفردوس 
 
 ثم نظر منتهى الى شجر الصندل المحروق وصناديق ماء القطب وتأمل  كلام الغربى, 
 
 وتذكر كلام جدته 
ثم التفت لم يجد الرجل فقد ذهب  فى موكب الملك فى صحبة الكهنة  
 واذ بأحد الكهان يأتى برفقة الجنود: 
أيها الفتى لم حضرت الى هنا؟ 
ستعاقب بالعمل  
فى حمل ماء القطب الى قصر كاهن الفردوس  


 فتعجب منتهى  وقال الأن فهمت لقد تحكم الغرب فى منتهى الشرق
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق