الثلاثاء، 31 يناير 2012

حلم منسى

 أصوات الباعة يَضِج بها المكان 
  الذى يكاد ينفجر من الزحام  
  الكل يَعْبُر و يجىء
   بخطوات تتسارع وتحاول  الإبطاء
  أجساد  تحاول عبور الممرات  الضيقة,
    التى تكاد تخفى  نفسها بين الأجساد
    غبار الخٌطَى يزكم الأنوف
     رغم ذلك!
   لا يتذكر أحد وجوه شاهدها مراراً فى طريقه 
   أصوات سمعها وتغيرت دون أن يشعر أنها واحدة  
    نفس الشعور عند كل زاوية عندها رائحة متجددة
   ينظر الجميع إلى البضائع المتناثرة  
       وعيون تنطق إنها حقاً رائعة  
   بعضها سيء الصنع لكن العرض الجيد يٌجَمِلٌه 
   نقود تسقط فى أيادي الغير 
   كانت من لحظات ملك لأخرين  
   دون أن يلتفت أحد الى أنه فقدها 
   بل بإرادته أضاعها
   زحام شديد حول تجار صيتهم أغلى من بضاعتهم 
   الكثير يسعى إليها وينبهر بصوتهم العذب
    ينفرالبعض من الزحام   
      يبحث عن الجيد دون جدوى   
       قل عددهم فى هذا المكان
       من يبيع النقى غائب
       ومن يشتريه نادراً مايعى قيمته  
 
        وأخر يتدبر المشهد ويفضل العزلة  
     على الرغم من إحتياجه تلك البضاعة لاستكمال رحلته  
       هناك من يبيع أشياء أخرى
    لكنها  لن تُفيد كثيراً فى الرحلة القادمة 

   صوت طفل صغير يبكى قد تاه ولا يلتفت إليه أحد    
    ينظر أحدهم ويصرخ قد فقد نقوده وندم على قدومه هنا  
       هناك تكرار لنفس المشهد ونفس البضائع 
     ويفتش الجميع عن ما يريده 
   وفى النهاية  هناك من يشترى ما سبق أن رفضه من قبل. 
  البعض يسير متعجلاً يبحث عن أي ثغرة جانبية يخرج منها 
  لا يكترث بالسوق وما يحتويه  
  لا ينظرإلى وجوه البشر 
  هدفه هو الخروج من أقرب طريق  
  وأخر يختفى فجأة فى منتصف السوق 
  كأنه سراب وتبدد فى رمال الصحراء   
  تيار البشر لن يُمَكِن أحد من التوقف 
  أوالراحة من التعب 
  يضطر الى البحث عن مخرج قريب 
       لن يكون بإرادته الهروب 
 على الجانب الأخر قبل السوق 
  يقف من يتأمل ! 
 يٌسْأَل  أتراك قادراً على العبور؟! 
 هل ستتمكن من الحصول على ماتريده لاستكمال الرحلة ؟!
  يٌشَار إليه! 
  أترى من عبروإلى النهاية ؟!
  أغلبهم يٌشِير اليك لا تحاول ؟
  يراهم ولا يعرف كيف!  
  أنت هنا فى مأمن  
   أسلك طريقاً أخر 
 أنت فى حِلْ للإختيار رغم إنقضاء قدرالعبور
  لن تتذكر تلك اللحظة بمجردالإجابة  
  المدخل صغير والمخرج ضيق  
  لن تستطيع العودة ولن تتمكن من البقاء.  
 حلم منسى تراه أحياناً فى جموح الخيال ولكنك ستطرده 
  سيقاوم عقلك الفكرة  
   وسيٌغلَق هذا السربعد العبور  
     لن تذكر إلا ماشتريت فى الداخل
  لن تتأمل المشهد من هناك ولن ترى البداية  
  ستندم على السير وعلى قرار الاختيار  
  حلم يسبق وجودك لن تذكره روح تحلم بالنجاة  
  فى الطريق تعجبك أشياء تحاول مد يديك 
  يسبقك أخرون 
         أتكون يدك قد خانتك ؟!
      أم أيديهم ساعدتك دون أن تدرى ؟!  
     لن تكون متفرجاً ستبيع وتشترى 
      ستبيع شيئا غير النقود  
      غبار الذكريات فى ظل الزمن 
    تسير فى طريقك تقابل تتأمل الوجوه
    وجه عابس!
   فيه ندم الحلم المنسى على تجربة العبور 
      أخر فيه 
    تَحَمٌس وفرح !  
    من تحقيق ربح الطريق
    وأخرون ينظرون بغبطه إلى أحدهم 
 عيونه تفضح خجل الروح بين ثنايا الوجه . 
   الزمن :
      وقت لا يمكن حسابه !
   مٌسجَّل مثل رذاذ المطر 
   يٌخَزَّن فى طين الأرض 
 
   فى نهاية السوق :
     مزاد! 
   تبيع فيه ماشتريت 
   وتشترى مافقدت   
   لن تفقد كل ماشتريت ولن تبيع كل مافقدت 
   ثمنه تحدده خطواتك وسط الأجساد 
   القيمة فى ماتبقى من ذكرى ماقبل العبور المنسية  
  تكتشف خداع الصيت وتلف الصنع
  وزيف الضجيج . 

  السكوت كان له صوت 
  لن تعود كما بدأت ولن تصمت
   ياليتك ماعبرت ! 
  صدى صوت يهمس  
  انت كنت الطفل  
  كنت تبكى نسيان الحلم 
  أنت من سٌرِقْت  
   سٌرِق منك وقت العمر
  أندمت على العبور ؟
   كان الطريق الأخر خالياً
  لما  اخترت  ؟ 
  مكتوب !
  مسجل  !
 محسوب !  
  هكذا رددت
  لو عدت سأختار العبور مجدداً 
  ربما  لم أعبرالسوق  والطريق كان خاليا ً 
 ماذا لوكان الحلم فى الأصل وهم ؟!
  وتذكرت أنى نسيت أنه كان
   مجرد حلم منسى ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق