الاثنين، 6 فبراير 2012

كاتب حظى

 إنتهت فترة الطفولة سريعاً  
 لم  يعد فى ذاكرته  شىء جيد
 يتذكر فقط لحظات الحزن والخوف
   هكذا ردد
 وهو مستلقى على ظهره 
  يقرأ  فى إحدى الجرائد اليومية 
   يعيش وحيداً غريباً
   شخصية مغلقة إلى حد ما 
    ربما دون أن يدرى
  يصنع حاجزا نفسياً مع الأخرين 
   يحاول تجاهل هذا الشعور المحبط
 يُقَلِب سريعاً فى صفحات الجريدة
 قد تعود على نمط الخط الصغير
 وعينه تعرف الطريق إلى الهدف
 وأصبحت تميز سريعاً بين الكلمات
 تتجه نحو  صفحة الوظائف الخالية
 الإعلان  دائما يخطفه  فى البداية  
   ثم تحبطه التفاصيل المجحفة
  خبرة سابقة لن تفيد عادةً
 تحتاج تضحية أكبر بسنوات العمر
  حلم التعليم الباهت ينهار فى رأسه وهو يقرأ
 العمل الحكومى 
  يقتل فيه الروح
 يبذل كل جهده ليحافظ على إنسانيته 
 يتمسك بتقاليد  
 كالعادة يسأم منها
ويضعها جانباً
   يبتسم ويحاول النسيان 
    
 هذا الحظ السيء ونعم الرفيق
    هكذا منذ الطفولة
  دائماً يعاندنى حلم الزمن  
 أسبقه عندما ينبغى أن أبطىء المسير
  أتوقف لأجد سنوات العمر تجاوزت لحظة اللقاء
 أهوى الرسم منذ الصغر
  الريشة  كانت لاتفارقنى
 ألوانى ليست دماءالجسد
 بل تعبير عن روحه
 يُخرِج لوحات الطفولة من إحدى الحقائب المنسية
 تُخَّزِن داخلها مارسمه وهو صغير
أتذكر هذه الصورة رسمتها  
 المدرسة
 حجرة الرسم  
حجرة الموسيقى أيضاً
 صورة لصديق  لم أعد أعرف عنه شيئا 
 فارقته ولم احاول إيجاده
 ذكريات عديدة 
 تجسد لحظات حياتى 
 غالباً كنت أهرب من الهموم الى الألوان
  دائماً نُخفى الكآبة وراء حلم جميل
ونتغطى بوهم زائف لنهرب من الحقيقة 
 كانت تلك اللوحات البسيطة حلم صغير 
 أنظر إليها الأن الإحساس مختلف  
 فقدت القدرة على الإبداع  
  قتل الواقع خيال الروح
 لم أعتنى بتلك الموهبة  
ودفنت هواياتى فى الواقع المُظلم  
 كلما حاولت أجدها مجددا أرى
دماء - موت -مرض - معاناة -ظلم الفقر  
ندمت على  سلوك هذا الطريق الذى يريده  لى أخرين  
  يجب أن أقاوم هذا الحظ العاثر  
 سأغيرطريقى سأبحث عن نفسى وسط الزحام  
  كثيرون حاولو وفشلو لكنهم لم يندمو على المحاولة
 سأترك تلك الوظيفة سأعود الى ريشتى وألوانى  
 ها قد بدأت تعود بعض ذكرى طفل يعيش داخلى
 ذكرى لوحة تحمل براءة الحلم المتحرر من قيود العقل 
  لم يزره منذ زمن  
    إحساس بالفرح يغزو روحه
  سأترك عالم مرض الجسد 
   يطلبنى عالم  شفاءالروح  
 وضع اللوحة  بجوار الجريدة 
       سأرسم المزيد 
     سأعوض مافقدته من ذكريات  
  سأجد لحظات الفرحة المفقودة
   خياله يقوده الأن  
  الألوان بلون غبار الزمان 
   خلفيات من مستقبل قادم
     يتوقف
   عينه تتجه إليها فجأة دون أن يدرى
       ينظر إلى ما رسمه   
 يحاول أن يتجاهل الصورة  
  أيقن أن 
 الحاجز النفسى إمتد إلى داخله  
  لم تترجم الألوان خياله  
  سيضم مسقبله ذكرى  أخرى حزينة  
  لم يرسم شيئاً مما أراد 
 الصور كانت كلمات
   إعلان الجريدة 
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق