الأربعاء، 8 فبراير 2012

ثابت فى زمن المكان

   يوم روتينى                                  
  يذهب إلى العمل  
  ثم يعود إلى مكانه الذى يحبه  
  قهوة صغيرة
  ليست فاخرة بل تحمل طيف من الماضى العريق
  البساطة هى مايميز هذا المكان 
   يبقى فيها أكثر من مسكنه  
   عقارب ساعة الحائط المميزة كأنها لا تسير  
   ينسى أعباء الحياة وينزلها من على صدره قليلاً
    رائحة الدخان المميزة 
  يشعر بحنين دائم  لقتل وحدته
 أصدقاؤه الذين تعود على رؤيتهم   
   يمسحون تراب الروتين الباهت
 الضحكات لا تفارق هذا المكان
   لا يوجد حواجز بينهم   
  يتبادلون أحاديث بين الواقع والذكريات  
    بين الجد والهزل  
   رغم تكرار الأيام روح المكان تضيف بٌعد جديد 
    لا يشعر بالندم على ماأنفقه من أوقات
   يمر الزمن 
  تتغير الأشياء وتهتز صورتها الباسمة
  تضيق دائرة الأصدقاء 
  الأخبار متكررة  
  الأصدقاء يتساقطون بين مرض وموت مفاجئ
   الضحكات لم تعد كما كانت خصبة  
  الدخان أصبح يخنق صدره  
  تكرار الأيام أصبح يشعر به عن ما سبق  
  المنضدة الصغيرة التى كان يجلس عليه قد تحطمت  
  ساعة الحائط لم تتغير دقاتها
  تمنى الرحيل ولحاق قطار الزمن  
  
   حتى جاء هذا الصباح
  عاد من العمل إلى نفس المكان 
  لم يجد القهوة البسيطة
  لقد جئت إلى هنا مراراً  
 أتغير المكان ؟ !
 أم تم هدمها؟!
  توقف ينظر يسأل يتأمل 
  وجوه غابت ومكان تغير 
 أصدقائى لقد فارقو الحياة
 أين أنا؟ هل مت دون أن أدرى؟
 لقد تعودت على حياتى هنا
 رغم حزن الأمس أعيش على ذكرى 
    رائحة دخان وسط الأصحاب
  نفس المكان أصبح مكان أخر
  لا يوجد  فيه عبق الماضى  
  إختفت رائحة الدخان  
 أصدقاؤه الذين رحلو 
   يجدهم ثانية  
 مع الزمن ينشأون من جديد
 لكن إختفى المكان
  الروح مختلفة 
 لم يعد للبساطة مكان  
 هموم الحياة تزداد فى هذا المكان الجديد 
 الروح القديمة نساها 
  لا يحن إلى المكان إلا قليلاً  
  الأصدقاء أشكال بلا روح  
  أشباح الذكريات إختلطت بدخان الوهم
  تمر الأيام  
   تعود على المكان الجديد
  الروح أصبحت أكثر جفافاً
  الأيام تحمل جديداً كل يوم  
    تغير مادى يمسخ الروح
   التكرار إختفى وحل الملل  
   من غياب متعة مقاومته
   لم يعد يهتم بالزمن  
  دقات الساعة تدق نفس دقات القهوة البسيطة
   صباح أخر  
 بعد يوم عمل روتينى  
 عاد إلى نفس المكان  
 إنها القهوة القديمة  
 البسيطة  
  أصدقاؤه ينتظرونه 
 يتساءلون عن مكانه يحاول الوصول إليهم دون جدوى
  يسمع حديثهم عن غيابه
  موجود بينهم يسمع الصوت ولا يصلهم صوته  
   يرى الدخان ولا يشم رائحته 
  المنضدة له فيها مكان ولكنه لا يجده 
      زمن فيه تكرار بلذة الحب 
   أفضل مما مضى من قبل 
 لكن  صورته غائبة 
  يتواصل مع المكان  
  لكن نفسه نائية
  يجدها  مع الزمن  
  يعود للحياة من جديد 
  غائب عن واقع المكان يعود مع الزمن
    ينظر إلى ساعة الحائط    
 مازالت عقاربها تشير إلى  نفس المكان 
 أدرك انه ثابت فى الزمن والمكان وتتغير الأبعاد.



                                                                               

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق