السبت، 25 فبراير 2012

عروس من نور (الجزء الثاني)








   نهر الهلاك :
     هناك عند حافة النهر السفلى 

     تداعى سكان أرض الظلام 
     نحو النهر
     يتابعون بقلق انطلاق الرحلة
     فارس الظلام سيترك القاع
     ويصعد نحو المجهول
     ليأتي بعروس النور
    التي ستنقذ أرض الظلام من الزوال
    لم يسمع أحد بها من قبل حضور عراف النهر









     الخوف يملأ النفوس من فشله وزوال أرضهم
     و يتساءلون :
    هل سيقدر على عبور نهر الهلاك أم لا؟
     لم يحدث من قبل أن تجرأ أحدهم
     على تجاوز قمة أرض الظلام
    حتى الأساطير من فرسان الظلام لم يفكروا في العبور
    هو يمتلك الشجاعة والقوة
     ومعه سيف العتمة مصنوع من صخور النهر
    لم يقدر أحد على مواجهة سيفه الحالك
    حارب به فرسان الظلام من قبل
    وحمو ابه أرض الظلام السفلية





     فارس الظلام
     قد أَلِفَ على القاع وظلامه
     ولا يعلم ما ينتظره في الرحلة إلى المجهول
     لا مفر أمامه من الإقدام
     لو ظل في مكانه سينتهي ملكه وستضيع تلك الأرض
    الطريقان متشابهان في النهاية
    لكن رحلة العبور تحمل بعض الأمل
    فرصته في النجاح تكاد تكون مستحيلة 
    لكن فارس الظلام يأبى الفشل
   و سيدفع بكل قوته حتى النهاية  
   ولن يستسلم للهلاك
   شيء مجهول يدفعه نحو التجربة









    عند الضفة السفلى
    النهر هادئ
    مياهه المعتمة تخفي ما يحويه من أسرار
    يمتد إلى أسفل وينبع من القمة المحرمة
    الكائنات المجهولة
    التي تعيش في أعماق النهر عند الحافة العليا
    يعلو صوتها وقت اكتمال العتمة
    تنادي سكان الظلام
    يتجهون صوب النهر
    لا يرون سوى الضفة السفلية
    و باقي النهر مجهول
    و تنتشر الأساطير عن هلاك من تجرأ على العبور
    تلك الأساطير تبني لديهم جدران من الخوف والوهم
    لكن ليس أمامهم سوى
 تصديقها
    ولا شجاعة لأحد منهم على العبور



      تحرك فارس الظلام مع عراف النهر
      في قاربه الصغير الغريب الشكل  
      يشبه البئر  
      منحدر كأرض الظلام
     العراف قوي يستمد بأسه من النهر
      فهو خازن أسراره ومنطقه السري
     يتابعان المسير في النهر صعودا
     الهواء يدفع القارب الصغير برفق
     يضيق مجرى النهر
     وصخور الهلاك تقترب من جانبي القارب
    و تصنع دوامه من مياه النهر
    تبطئ القارب
    فارس الظلام يساعد في دفع القارب
    مياه النهر أصبحت أقل حلكة
    وأمواجه أكثر ارتفاعا
    أصوات تسمع من بعيد ليس لها مثيل في أرض الظلام 
    يقترب صوتها كلما تقدموا
    صرير كوهج نار العتمة 
    انسحاب للظلام من الروح يصيب برجفة  

 
   عند منحنى للنهر 
    توقف القارب  
   في الأفق يبرز نفق يسمى نفق الهلاك
   ينتهي إليه مجري النهر
   العراف ينظر إلى المياه
   ويتمتم ببعض الكلمات
   ليست من لغة أرض الظلام

    فارس الظلام يتساءل:
    كيف سنعبر هذا النفق ؟!
    أجاب العراف :
    ووجهه مازال ينظر إلى النهر
    سنتوقف هنا!
    هذا الكهف!
    ويشير بيده !
    صوب جانب النهر وسط الصخور
    هذا هو بيت عراف النهر!
    هذه أبعد نقطة  تمكنت من إجتيازها
    أحاول منها استجلاء أخبار العالم المجهول. 
    يتابع قائلا:
    النهر هنا يتغير
    أعلم بعض أسراره  حاولت التقدم مرات عديدة
    لكن بعد منحنى النهر
    تتغير لغة النهر وأعجز عن الصعود
    وأٌصْبِح كأي من قاطني أرض الظلام
    أخاف العبور وأخشى الهلاك
    والسير نحو المجهول 
     
     
   






   فارس الظلام بدأ يشعر بصعوبة الرحلة
   كان يظن أن العراف سيرشده إلى سر عبور النهر
   وسيرافقه إلى نهر الحياة
   فهو من أخبره برسالة النهر
   والأن يتركه يكمل الرحلة وحيدا
   لكنه يتذكر قوته وأنه فارس الظلام
   لا يهاب شيء ومعه سيفه الحالك
   خطر بباله:
   ربما نهر الهلاك أخفى عن العراف سر العبور
   ولم يفسر له بعض رموزه
   أراده فقط أن يقودني إلى هنا
   ربما كان يعده لهذه المهمة عمرا
   طمأنه هذا الخاطر






     صعد العراف الى الكهف
     تبعه فارس الظلام
     الكهف صغير تزين جدرانه رموز غريبة
     تشبه الأساطير المنقوشة على عرش فرسان الظلام
     أحضر العراف صندوق صغير
     وقدمه إلى فارس الظلام
     وقال هذا هو صندوق العراف
     فيه ماء يسمى ماء النور
     تسرب من نهر الحياة
    عبر كائنات الأعماق
    وفيه بعض أسرار النهر
    التي تمكنت من فك رموزها
    ولكني لا أجد تفسيرا لبعضها
    خاصة سر ما بعد منحنى النهر
    أحيانا يخذلك المكان عن رؤية تميزه طول المكوث به
    ينتظر آخر يجرب للمرة الاولى
    من يتجاوز خوف العبور







    يخرج فارس الظلام من الكهف
    يتأمل النهر
   يبصر في الأعلى
    نفق الهلاك
    المغلق بصخور جبل الظلام
    تشكل تلك الصخور معا حائل
    يفتك بمن يحاول الاقتراب
    وعبور النهر إلى القمة المحرمة بعد النفق
    يستحيل من خلالها العبور
    يبدو النفق اكثر حلكة
    كأن العتمة تدعوه للتقدم وتغريه بالعبور




    عراف النهر قاطعا تأمله
    لن تتمكن من دخول نفق الهلاك دون سر العبور
    المدفون في أعماق النهر
    عندها فقط سيسمح لك النهر بالعبور
    وتعثر عليه عليك أن تغوص إلى قلب النهر المجهول
    عبر ممر السراب
   ستسلك طريق الصخور صعودا
    ومعك صندوق العراف
    سيحررك من قيود الظلام
    ويرشدك حتى تجد سر العبور
    هذا ما تفسره رموز النهر










    انطلق فارس الظلام لاستكمال رحلته وحيدا
    أمامه طريق واحد للوصول إلى ممر السراب
    عبر الصخور المظلمة
    فقد أغلق نفق الهلاك طريق النهر
    انطلق الفارس معه صندوق العراف
    وفي طريقه مازالت أصوات غريبة تتردد
    ولكنه لا يبصر مصدرها
    يسير بين الصخور بحرص
    فحوافها حادة قاطعة مثل السيوف
    يشعر أن الظلام أصبح أقل عمقا
    يزداد اضطرابا لكنه يكمل
    طريقه دون تردد




    الرؤية فيه غير واضحة
    قبل مدخل ممر السراب
    ظهرت شجرة ضخمة
    تعيق الطريق إلى دخوله
    لم تبرز الا عندما اقترب
    عينه لم تبصرها عبر طريقه
    الشجرة عملاقة
    جذورها تمتد الى داخل ممر السراب
    ويصل امتداد فروعها إلى القمة المحرمة
    عليها نفس الرموز المدون بها

     الأساطير المنقوشة على عرشه
    والتي رأها على جدران العراف
    وفي أسفلها مكتوب بلغة أرض الظلام
   اقترب منها فارس الظلام
   عله يعثر على سر العبور
   ودار بخلده أن يكون السر مدون عليها
   لكن لم يسلكه  أحد للعثور عليه
   عبر هذا الطريق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق